يستَمطِرُ الروحَ وَجَعٌ لا يكادُ يُبقي فيها مِنْ رَمق
فاِزدحامُ جُمجُمَةٍ قَدْ لا يتجاوَزُ حجمُها حجمَ رُمَّانة.. وَحدَهُ كافٍ لِيُشْعِلَ فَتيلَ قُنبلة
يكادُ الفَجرُ يفتَحُ أجفانَهُ.. وأنا لا زالَ جَفْني لَمْ يُعانِقْهُ الرُقاد
ألتَحِفُ البَردَ علَّ اِرتعاشَ جَسَدي النحيلِ يسكُن..!
وآوي إلى زاويةٍ تخلو مِنْ كُلِّ شيءٍ.. عدا مِنْ ظُلمَةٍ تكسو كُلَّ مِساحةٍ فيها.. ومِنِّي..
فقط.. كيْ لا أشْعُرَ أنَّ أشباحَ المساءِ تُحيطُ بي..!
طَقْطَقَةُ عقارِبِ الساعةِ تُفْقِدُني سُكوني.. وتبعَثُ فيَّ رُعباً غريباً
فقدْ طالَ سَماعي لتلكـَ الـ.. تِكـ.. تِكـ.. إلاَّ أنَّ عقارِبَ الساعَةِ
لا زالتْ تُشيرُ إلى الثانيةِ وخمسِ دقائقَ بُعيدَ مُنتَصَفِ الليل..
هكذا كانتْ عندما سلَّطتُ عليها نظري في المرّةِ الأولى
وتلى نظرتِي تلكـَ لها.. خوضي في معْمَعَةِ أفكاري وسطَ جُنْحِ السوادِ الذي يستَمْسِكـُ بي
خشيةَ أنْ أهرُبَ مِنْهُ ناحيةَ بُقْعَةٍ مِنْ ضَوءْ..
كيفَ لا زالتْ تَشيرُ إلى ذاتِ الزَمن..!!!
وكَأنَّ إصبَعاً تُلامِسُ وجهي.. فَتَنْشَلُّ كُلُّ أطرافي خَوفاً
وأُطْبِقُ أجفاني بِقُوَّة.. فليسَ عَدايَ أنا حيثُ أنا..!
أدْرَكتُ أخيراً أنَّها خُصلَةٌ مِنْ خصلاتِ شَعري
سَقَطَتْ لِتَمْسَحَ عَنْ وجهي شُحوبَهُ
دونَ أنْ تُدْرِكـَ أنها زادَتْهُ شُحوباً.. حتى انتَقَعَ لَونُهُ.. فَغَدى بِلَونِ الأموات..
أموات!!!!
أتُراني أنتَمي إلى عالَمِهِم..؟..!
لا.. لا أظنّ.. فـ أنا أشعُرُ أنِّي أتَنَفَّسْ..
أفيــقي.. أفيقي
ماذا؟!!
…
كانَ كابوسُ المساءِ يُعاوِدُ زِيارَتي كَكُلِّ ليلة..
شُكراً لِأنَّ كَفَّكـَ اِمتَدتْ لِصَفْعي.. كَيْ أستَفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق