~ حيائي. لأنّي أُنثى ~
تِلكـَ الصَغيرةُ التي لَمْ تَكُنْ تَأبَهُ لـ جَسَدِها. تَسَلَّلَ الحياءُ إلى قَلْبِها.. وتَوَشَّحَتْ بِـ وشاحِ الخَجَلِ مُذْ كَبُرَتْ بِضْعَ سِنين.. فقد أدرَكَتْ أنَّ جَسَدَها فِتْنَةٌ يَنبغي أنْ تُوارى عَن أعْيُنِ الرجال..
ما خَجِلَتْ مِن جَسَدِها.. فـ لا أجمَلَ مِنْ أُنثى بـ تَفاصيلِ أُنثى.. لكِنَّها.. تأبى أنْ يكونَ مَثاراً لـ الفِتنة.. وتأبى أنْ تُدَنَّسَ تَفاصيلُ جَسَدِها الطاهِرِ.. ولو بـ نَظْرَة..!
كُلُّ جُزْءٍ مِنها شَرَفٌ لا بُدَّ مِنَ الحِفاظِ عليه
قالوا عَنْ صَوتِها.. عَورة.. وقد صَدَقوا.. فـ أنَّى لها أن تكونَ أُنثى وقَدْ علا صَوتُها فوقَ أصواتِ الرِجال!!!.. ما كَمَّموا فاها.. لكنَّها صانَتْهُ لِأنَّها أُنثى..
ما كُنَّ مُعلِّماتُ الدينِ مهووساتٌ إذا ينطِقنَ بنا يتعارَضُ مَعَ فِكْرٍ شاذٍ غربيٍّ بَحتْ.. لا صِلَةَ للإسلامِ بهِ.. وليسَ بهِ مِنَ المنطقيّةِ شيءٌ يا نادين..
ومُذْ متى أصبَحَ أئِمَّةُ المساجِدِ مُتَطَرِّفينَ إذ دَعوا النساءَ لـ صونِ أجسادِهِنَّ ومواراتِ فِتَنِهِنَّ عن أعيُنِ الرِجال؟!!.. فـ ما مِنْ أُنثى طاهِرةٍ ترضى أنْ يُغتالَ جَسَدُها.. ويُدَنّسَ شَرَفُها.. وما مِنْ رَجُلٍ غَيورٍ يتَّصِفُ بـ الرجولةِ.. إلاَّ ويأبى أن تكونَ أجسادُ بناتِهِ ونِسائِهِ معروضَةً أمامَ الملأ.. تتمَتَّعُ بِها أعينُ مَنْ هَبَّ ودَبَّ مِنَ الرِجال..
كُلِّي فِتنَةٌ.. ولستُ كُلِّي خَطيئةً يا نادين
ولن أكونَ خطيئةً ما لم أتنازل عن كَوني أُنثى.. كما خُلِقْتُ.. لن أكونَ خطيئةً ما لَم أتجرّد من حياءِ الأنثى بـِداخِلي.. دُرَّةٌ ثمينَةٌ جَسَدي.. وما كانَ سِلعَةً رخيصةً تتقاذَفُهُ أعيُنُهم..
مَنْ ذا الذي ادَّعى أنَّ المرأةَ تخجَلُ مِن وجودِها!!!.. لكنَّها فقط.. تأبى أن تكونَ أداةَ مُتْعَةٍ لـ كُلِّ ذِئابِ الأرضِ يا نادين..
تماثيلُ الآلِهَةِ العارية.. وأجسادُ النِساءِ المنحوتَةِ في الشوارِعِ والطُرُقات.. ما هيَ إلاَّ لـ عُبّادِ الجَسَد..
ما قَدَّسوهُ بـ نَحتِهِ.. لكنَّهٌم دَنَّسوه.. فـ الأَولى بـ المُقدَّسِ أنْ يُصانَ لا أنْ يُنحَتَ على حَجَرٍ أو جِدار..
وذاكـَ الصحفيُّ الأمريكيّ الذي سألَ عن "سِرّ اِرتدائكـِ الكَعبَ العالي".. أثِقُ تماماً أنَّهُ ابتسَمَ ابتسامةَ نَصْرٍ ساخِرةٍ بَعدَ سَماعِ جوابِكـ.. اِبتَسَمَ.. لأنَّ فتاةً عربيةً تَجَرَّدت مِن عربيّتِها.. وتلبَّستْ فِكْراً غَربيّاً.. بـ فَلسَفَةِ مُلْحِدٍ لا يَعرِفُ لـ الأديانِ معنى.
تم
27.12.2010
12:51 Pm
Monday
M.Zeidi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق