……….
لا تلبَثُ تَنزِف على البيضاءِ يا قلمي.. أنْهكتُكـَ أنا حتى كادَ حِبْرُكـَ أنْ يَجِفّ.. فأنهكْتَها أنتَ حتى كادَتْ يُفارِقُها البَياض…!!
كَمْ أنتَ مِسكينٌ يا قَلمْ.. أُشْفِقُ عليكـَ مِني وأُشْفِقُ على البيضاءِ مِنْكـ
أتذكُرُ حينَ ألقيتُكـَ بعيداً ذاتَ مرّة!!.. وجعلتُ بينَ كِلينا مسافةً مُمتَدّة؟!.. لمْ أَكُنْ حينَها أعي ما أفعل.. فقط.. كُنتُ أحاوِلُ أنْ لا أبُثَّ وَجَعي.. ولم أُفْلِح..!
أتعلَمُ أنِّي أُحبُّكـ..!.. وأشتاقُ قُربَكـ!.. أشتاقُ صَريرَكـَ على وَرقي.. كُلُّ قطرةِ حِبْرٍ مِنكـَ.. تمحو بَحْرَ حُزْنٍ منِّي..!.. بِكـَ.. لمْ أعُدْ أشْعُرُ أنَّ الوَجَعَ ينْهَشُ الروحَ مِنِّي..!
أشْعُرُ أنَّكـَ قَشَّةُ الفَرَحِ التي أسْتَمْسِكـُ بِها لحْظَةَ حُزْني.. لِهذا أُشْفِقُ عليكـَ مِنِّي.. فأنا لا أُجيدُ الحَرْفَ لَحْظَةَ فَرَحي.. كما أُجيدُهُ لَحْظَةَ وَجَعي.. ولا تُعانِقُكـَ أنامِلي وأنا أقْفِزُ فَرَحاً.. كما تُعانِقُكـَ وأنا ألْتَحِفُ ألَمي..!!
أشْعُرُ أحياناً أني أعْشَقُ الوَجَعَ.. لِأنَّهُ يُجْبِرُني على الكِتابة.. يُجْبِرُني على التمسُكـِ بِكـ.. فـ بِغيرِكـَ لا أبوحُ وأُفْشي سِرِّي للورَقْ.. بِكـَ أُحاوِلُ استعادةَ بعضَ ملامِحي الممزوجَةِ بِغرورٍ مُزيف.. أُحاوِلُ رسمَ ابتسامَةٍ كادَ يمحوها وَجَعٌ أُحِسُّهُ مُزّيَّفاً كذلكـ.. اخْتَلقتُهُ لِتكونَ مِنِّي قَريباً لا أكثر.. وَجَعٌ رسمتُ أبْعادَهُ وحدي.. وصِغْتُ تفاصيلَهُ وَحْدي.. كِذبَةٌ بيضاء حَصرْتُها في مِساحةٍ يُعْجِبُني العيشُ بِها.. كِذْبَةٌ خَلَقْتُها أنا.. فَصدَّقْتُها حتى لم تَعُدْ بالنِسْبَةِ لي أشبَهَ بِالكِذْبَة..!
أيُّنا ضَحِيَّةُ الآخَرِ هُنا!.. أنا؟.. أم أنت؟.. أم تُرانا كِلانا ضَحيّةُ الآخر..؟..!
ضَحِيَّتي أنتَ لِأنِّي أنْهَكْتُكـَ بِالكِتابة.. وضَحيَّتُكـَ أنا لِأنَكـَ تُجْبِرُني على البوحِ إلى حَدٍّ يَفوقُ مُجَرَّدَ البَوح..!!
أظننا تعادلنا.. فَكِلانا يَحْمِلُ في مُعادَلةِ الرِبْحِ والخَسارة ورقتان.. ورَقَةٌ رابِحَة.. وأُخْرى خاسِرة… فاغفِرْ لي أنِّي أنْهَكْتُكـ.. أغْفِرْ لَكـَ إجْباري على البَوْح.
M.Zeidi
15/7/2011
1:35 PM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق